الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

التلون و السياسة !

يستطيع البشر - حسب قدراتهم الذهنية المتفاوته - التلون في كثير من المواضع والمواقف الإجتماعية , وكل حسب فنه وحنكته , فلا تجد لاعب الكرة يستخدم التلون لخداع الفريق الخصم , بل لخداع حكم المباراة , بينما السياسي يستخدم التلون لخداع جمهور الطرف المقابل لكي يكسب مصداقية وشعبية عند جمهور الطرف المقابل , وكذلك الأطفال يستخدمون التلون بطريقة بالنسبة للكبار بدائية جداً !
ولكن مع شديد الأسف هذه هي الطريقة الناجحة بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف .
فالطفل وعلى محدودية قدراته الذهنية يستطيع جذب انتباه الكثير من الناس بفن التلون والخداع , فتارة يتمارض وأخرى يتباكى , وغيرها من أمور التلون والخداع .


ولكن المشكلة ليست في تلون الطفل ولا في تلون اللاعب , بل في تلون السياسي وخصوصا إن كان من أصحاب القرار , فمثلا النائب السابق عواد برد , قبل تخمر فكرة دخوله إلى مجلس الأمة كان شخص عادي , لا ناقة له ولا جمل في عالم السياسة , ولكن عندما أراد أن يدخل مجلس الأمة , فكر في أن يتلون ولكن اختار بئس أنواع التلون ... التلون الديني السياسي !!


طول اللحية وقصر الدشداشة , وصار ملا !!!


ومن ثم أخذ بالشعارات الرنانة , الدين والدولة والشعب والفساد وغيرها من النهقات اللي ما توكل خبز , ومع هذا استطاع أن يصل إلى قبة عبدالله السالم , وبعد أكل وشبع , شفط على اللحية والدشداشة (( شفط مصطلح كويتي يستخدم لمن يستعرض بسيارته ويخنق مخلوقات الله بدخان إطاراتها )) وأصبح عواد برد الإنسان العادي , فترك التدين والشعارات الرنانة و رجع إلى مربعه الأول .


مع ذلك لم نتعض من هذا الموقف , فكم مرة انتقدنا أعضاء وشخصيات سياسية ولكن حين التصويت والوقوف على ورقة الأسماء , نقول ولكن لفلان الموقف الفلاني ( وظف ولدي ! ) ولفلان الموقف الفلاني ( نقلني الوزارة اللي ابيها ! ) وفلان له الموقف الفلاني ( طير مسؤولي وحطني مكانة ! ) فأخذنا نحكم بعين عوراء , عين المصلحة الشخصية وتركنا المصالح العامة .


مصلحة هذا البلد الذي كان ( طبعا إذا تبي تمدح الكويت على طول لازم تقول كان وأخواتها ! ) أفضل البلدان من حيث الرقي والإزدهار والتنمية , وكان يصرف على الكثير من البلدان المتعثرة ماديا , وكان يعطي قروض حسنة بالملايين والمليارات للشقيقة مصر أم الدنيا ( الأم الشحاته ) و فلسطين الأبية ( منظمة التحريرة بقيادة - الشهيد - المرتزقة ياسر عرفات ) وكثير من الدول العربية والإسلامية , من باب ( اطعم الفم تستحي العين ) ولكن لا الفم شبع ولا العين استحت , ولكن هذه سياستنا في كويتنا الغالية ( سوو خير وقطة بحر ) .


عموما نرجع إلى التلون , فمصر العروبة ومصر الإباء ومصر الوفاء ومصر المحروسة ومصر السكر زيادة , تركة القضية وتركة العروبة وتركة كل المبادئ والقيم التي تكلمة عنها ودافعة عنها ضد الكفار الفجار , لكي تتصالح مع اسرائيل , ولم تفعل هذا دون تلون , بل فعلته بحرفنة الفنان , و ( ط..... ) بالعروبة والشعارات اللي ما توكل خبز !


السؤال الذي أطرحة في نهاية هذا المقال :




متى سنلتفت إلى هذا التلون ونترك أصحابه يعرفون بأن هذا التلون لن ينطلي علينا ؟!












تحياتي

ليست هناك تعليقات: