الثلاثاء، 9 فبراير 2010

إقصاء الآخر

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته

مقال قديم

جميل أن نتعايش في أرض واحدة يحكمنا فيها الدستور ولا يأتي أحد ما يسحب ويوزع صكوك الوطنية على من يشاء كيفما يشاء متى يشاء ، وجميل أيضا أن تكون الحقوق والواجبات متساوية بين فئات الشعب ولا محسوبية فلان وعلنتان من الناس ، وجميل أن تربطنا علاقات اجتماعية فلا الجار يتعدى على الجار ولا الاختلافات سواء المذهبية أو العرقية أو القبلية تؤثر على علاقاتنا ، جميل أن تربطنا شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا يتم اقصاءك من مفهومها ومعناها ويتم سحب اسلامك من خلال ما تؤمن به من عقيدة اقتنعت بها عن طريق البحث والتقصي .

في الماضي الجميل كانت هذه الأمور موجودة ومتأصلة فينا كشعب في دولة الكويت ولكن الآن الشارع الكويتي يغلي ، فكل يغني على ليلاه وهناك المعتدل في سلوكه فلا يرى الاختلاف خلاف ولكن يراه تبادل آراء وأذواق ومن طبيعي أن يكون هذا الاختلاف في العنصر البشري
وهناك المتطرف الذي يقصي رأيك إلى أبعد الحدود ويكيل التهم والشكوك حول مشروعية وجودك كإنسان في هذا البلد فبمجرد أن تخالف رأيه أصبحت عدوه اللدود الذي يريد أن يقصيه إلى ما وراء المجره دون نقاش أو حوار بناء نصل من خلاله إلى نتيجة أو فائدة مرجوه .

أصبح الاختلاف بالرأي عبارة عن تكفير وتهجم ويفسد الود والانسجام وتبادل الآراء في مختلف الجوانب الحياتية
أصبحت ثقافتنا ليس في كيفية تقبل الطرف الآخر ولكن في كيفية اقصاءه واخراجه من دائرة هذه الأرض ومن ثم يخرجك من العلاقات الاجاتماعية الموجوده ومن ثم يسحب منك الهوية الاسلامية ويلغي شهادتك بلا إله إلا الله محمد رسول الله.

أصبحنا نعيش في عالم كله غموض لا تعلم كيف تسير فيه وكله نفاق لا تستطيع التعايش مع الغير لذا تجد الأغلب متقوقع مع مجموعته ويحسبها هي أفضل المجاميع وتجده لا يتعايش مع الطرف الآخر بأريحية ولكن تجد قلبه مليئ بالحقد ويظهر لك الوجه البرئ وبداخله الحقد الدفين.

وقد أنتج هذا التقوقع عدم الثقة بالآخرين وكما أنتج عدم قابلية العيش مع الغير وتبادل الحوار البناء بل تجده اتبع اسلوب الاقصاء
أنت لست من هذه الأرض ولست من هذا المجتمع ولست من هذا الدين .

وعندما تدخل على شبكة الانترنت تجد ما كتبته واضحا جليا كما ترى الشمس في كبد النهار من خلال بعض المنتديات والحوارات الصوتية التي تجري هنا وهناك .
والسؤال الذي ينبغي أن يطرح :
ولكن لماذا لا يكون هناك احتواء وفهم وتبادل لغة حوار مع من اقصيته وتدنو منه علّك تفهمه ؟!
فهو لا يطلب منك أن تنتمي إليه أو أن تعتنق ما ذهبت إليه عقيدته ولكن كل ما يريد هو أنك لا تقصيه من حياتك
فهل يا ترى نستطيع أن نحتوي من خالفنا بالرأي أم لا ؟
انتهى المقال .

تعقيبا لما خطه قلمي في ما مضى

سياسة إقصاء الآخر باتت لغة التلفاز والقنوات الفضائية وليست مقتصرة على الشبكة العنكبوتية والأمر في تضخم فهو ككرة الثلج لن ولن تستطيع الوقوف أمامها ولكن يمكن الحد منها إلى حد ما فهذه الأفكار ينبغي معالجتها من الأساس والمنبع الذي تستقي منه هذا النهج .

ولكم جزيل الشكر

هناك تعليقان (2):

panadool يقول...

أقصاء الاخر درجات وهى على حسب المدرسه المنتمى إليها ,

كتبت مقاله بمد\ونتى اسمها التوافق حياة , وهى مشابه لموضوعك


ولاتقارن أخى العزيز الماضى بالحاضر فلكل زمان مشاكله

والتركيبه السكانيه تغيرت الان وفى السابق كان يحكم ايران الشاه والعراق حزب البعث أما الان فالامور مختلفه


مقاله رائعه

بالتوفيق لك مع تحياتى الحاره

سلمان السعدون يقول...

اشكرك اخي بندول على مرورك هذا اولا


وبالنسبة الى الماضي والحاضر فأنا معك في هذا

واقدر مرورك المتوج بالماس