الثلاثاء، 7 أبريل 2009

أزمة وعي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تحياتي للجميع

لا يغيب على المتتبع لأحوال العالم أن هناك موجة لا وعي منتشرة في معظم الأصعدة سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وكذلك الدينية والثقافية ، ولا أعلم إن كانت مفتعله أم هي عشوائية وأصبحت تنمو تدريجيا لدى الشعوب والحكومات على حد سواء .

فلا الشعوب ترقى إلى الوعي الذي يمكنها من خوض الحياة الاجتماعية والثقافية بالشكل المقبول ولا الحكومات أيضا ، فلا سياستها أصبحت مقبوله لدى الشارع ولا حياتها الاقتصادية كذلك ، فكل في فلك يسبحون فالحكومات ترى شيء وشعوبها ترى أشياء أخرى فبتنا في عدم انسجام بسبب قلة الوعي .

والحكومات بسبب قلة وعيها لا تستطيع إدارة أقطارها ، حتى أصبحت ترى الباطل حقا والحق باطلا فلا تسعى إلى الاصلاح ، ولا تستطيع حتى أن تراه ، وكذلك الشعوب بسبب ضيق العيش وأوضاع بلدانها المتردية أصبحت لا تعلم هل تعيش لتأكل أم تأكل لتعيش وهذا كله يؤدي إلى تفاقم الأزمات تلو الأزمات .

وبسبب سوء الادارة انتشرالفساد وها نحن نعيش أجواء ديمقراطية على حسب قول البعض وانا اتحفظ على هذه المسألة حيث أننا لا نعي أن الديمقراطية جاءت كي تنظمنا ونحن لا نريد الانتظام فهذا هو حالنا في هذا البلد من أزمة إلى أزمة و من حل إلى حل والبلد لا يتحرك خطوة للأمام فإذا كان يتحرك فحركته للخلف والتخلف هو موقعنا فأي ديمقراطية هذه التي نعيشها ، نحن لسنا ضد الديمقراطية كمفهوم وإنما لعدم وعينا بالديمقراطية أصبحنا نتخبط يمينا شمالا حتى أصبحنا أضحوكة الشعوب المجاورة .

نريد حكومة واعية ومجلس واعي وهذا حلم أرسله إلى أصحاب الأحلام الجميلة والتي لن ترى النور إلا بعد نضال وكفاح طويلين ولكن من الذي يكافح ؟

الذي يكافح لدينا هم أصحاب الأزمات في هذا البلد فسعيهم إلى هدمه هو الهدف السامي لديهم ونشر اللا وعي بين أبناء البلد هو ما يراهنون به لإنجاح مشروعهم فالخطب الرنانة والأقلام المأجورة والمال السياسي ولباس الدين كلها في خدمتهم ، و الشعب لا يريد أن يعي هذا الأمر وهناك من يعلم ذلك كله ويريد أن ينبه عليه ولكن بعد ماذا ؟ بعد أن أصبحوا متنفذين في هذا البلد ووجدوا أنفسهم هم أصحاب الريادة .


والبلد يسير نحو وادي كبير وخطير في نفس الوقت فعلى الجميع أن يعي هذا الأمر وإلا أصبحنا تحت ثيابهم القصيرة فلذا علينا التكاتف من أجل هذا البلد وهذا من الجانب السياسي .

أما الجانب الاقتصادي فحدث ولا حرج ويكفينا ما نراه من تدهور الاسعار وافلاس الشركات ومنها البنوك وما تعلق من انهيار شامل وكامل في جميع القطاعات الاقتصادية وكل ذلك بسبب ماذا ؟ بسبب اللا وعي المتفاقم لدينا .

والجوانب الاجتماعية والثقافية لها نصيب أيضا من المقال فها نحن نرى كيف أصبحنا نتراجع شيئا فشيئا سواء بقيمنا او مبادئنا ، فجيل الشباب نراه كالقرد يريد تقليد كل ماهو آتي من الغرب سواء كان سليما أو سقيما ، فإذا كان سليما سعى إلى افساده واذا كان سقيما سعى إلى زيادة السقم فيه جرعات وجرعات حتى يكون في مصاف الدول المتقدمة فسادا وهذا كله يرجع إلى ماذا ؟ يرجع الى عدم الوعي فلا الآباء واعين ولا الأبناء كذلك وكل يغني على ليلاه فوا حسرتاه على ما يحصل بنا فكأننا في منزلق حاد لا نستطيع الثبات ولو لدقيقة ، وكأنما الحال يقول ليت الزمان يرجع قليلا حتى نحافظ على ما فقدناه وما نسيناه من مبادئنا .


أما الجانب الديني فإما أن تكون معي وإما أنك عدوي فكأنما الدين اختزل في طائفة وظهرت لنا موجة جديدة ، وهي التكفير فإن لم تكن من طائفتي فأنت لست بمسلم وهذا ما شهدناه ونشاهده في كثير من المواقع والفتاوى وما نراه أيضا الآن في بعض المنتديات ولا يخفى على القارئ أن هذا الأمر بات أيضا في بلدنا ولكن بشكل غير معلن ولكنه موجود في أزقة الظلام وأوكار اللئام.

والغريب في الأمر أن المغفلين اللاوعيين كثر ، فما هو ليس بعلة يحسبونه علة وما هو معلول يقدمونه على السبب وينعقون وراء كل ناعق ويميلون وراء كل ريح ، فأصبحوا من جنود الجهل بسبب قلة وعيهم ، فأصبحوا بالكاد يعيشون ضمن اطارهم الضيق فليس لديهم حرية تعبير عن الرأي أو قبول التعايش مع الآخر ولذا أصبح لدينا جيل من المعقدين الجدد ونوع جديد من الخراف .

ختاما نريد حلا لهذه الأزمة فالسبل متاحة والحلول موجوده فلنبدأ بأنفسنا ومن ثم الاقرب والاقرب حتى تكون لدينا أجيال واعية تعي ما حولها من خطأ أو فكر معوج وهذا حلم نسعى لتحقيقه ، فحينما ينتشر الوعي بيننا سوف يكون حالنا أفضل بكثير فلا نطلب المثالية ولكننا نسعى للكمال وهذا ما خلقنا لأجله وهو التكامل حتى نصل إلى درجة مقبولة لدى العقلاء ولنا لقاء قريب .


تقبلوا تحياتي